+ A
A -
تغمر قلوب القطريين الآن فرحة أكبر من أن توصف، فرحة الفوز ببطولة كأس آسيا بعد التغلب على الساموراي الياباني في البطولة الآسيوية السابعة عشرة لكرة القدم، رغم الحرب النفسية التي شنتها دول الحصار ضد منتخبنا الذي لقنهم دروسا في أصول كرة القدم وفي الروح والأخلاق الرياضية فاستحق هذا الاستقبال العظيم والمسيرات الحاشدة، كما استحق شرف باستقبال «تميم المجد» حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه له، لأنه أي منتخبنا رد قائلا: «سمعا وطاعة» عندما قال تميم المجد «قطر تستحق الأفضل من أبنائها»، لنؤكد للقاصي والداني على هذا الكوكب أن قطر بلد الأفعال، إذا قالت صدقت، وإذا وعدت أوفت.
وجه الكرة في قطر سوف يشهد مزيدا من التطوير والتشويق والإثارة على يد منتخب قوي واثق من قدراته، أثبتت دولته قطر الحبيبة جدارتها باستضافة كأس العالم 2022 وتفوقت بفارق أصوات كثيرة على أكبر دولة في العالم وهي الولايات المتحدة الأميركية، وعلى بريطانيا العظمى أيضا، وكل هذا ما كان ليتحقق لولا أن الله تعالى منَّ علينا بقيادة حكيمة تقود البلاد إلى المجد والرقي وتقول ليس هناك مستحيل إذا اقترن الأمل بالعمل.
نعم عرف العالم اليوم أن قطر قد أكملت استعدادها للعرس الكروي العالمي عام 2022 ليس على مستوى تشييد الملاعب وإتمام المنشآت فقط ولكن على مستوى لعبة الكرة واللياقة البدنية والروح الرياضية وكل ما يلزم هذا العرس من استعدادات على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
عود على بدء.. عود إلى الفوز بلقب بطل كأس آسيا وأقول ما أجمل الفوز، وما أجمل التفوق والتميز والتفرد، ما أجمل هذا المنتخب الذي لم تهتز ثقته بنفسه لمنع جمهوره من التواجد في المدرجات، ولا يعرف الإحباط إليه طريقا رغم عدم السماح لبعثته الإعلامية بمرافقته، ما أجمل هذا المنتخب الذي أخذ على عاتقه مسؤولية إدخال الفرح والسرور إلى كل بيت قطري، فأخذت الأسر تهنئ بعضها بعضا، والقطريون يتلقون التهاني من المقيمين الذين غمرتهم الفرحة أيضا، لما يجدونه من حب ودفء الأخوة، وعاشت المدارس والمؤسسات ومختلف الجامعات الاحتفالات على طريقتها الخاصة من خلال تبادل التهاني وتوزيع الحلويات، وقامت محلات بيع الحلوى برسم علم قطر وصور تميم المجد وصور المنتخب على الأنواع المختلفة من الحلويات، كما لم تغب الاحتفالات عن بعثاتنا الدبلوماسية في الدول الشقيقة الصديقة.
لقد فاز منتخبنا نعم، ولكنه ليس كأي فوز، لقد فاز في كل مبارياته بالبطولة، وحافظ على شباكه نظيفة طوال ست مباريات متتالية، فإلى جانب كونه أفضل منتخب كان منه أفضل حارس مرمى وأفضل لاعب، ومنه هداف البطولة، وبالطبع أفضل مدرب ومما لاشك فيه أفضل أخلاق وروح رياضية.
جاءت لحظة التتويج وكل واحد في الملعب أو أمام شاشات الفضائيات في أي مكان بالعالم يشخص بعينيه ليرى كيف سيسير هذا التتويج، وإذا بهم يتفاجؤون بغياب المسؤولين الإماراتيين عن المباراة النهائية لكي لا يتوجوا العنابي أو يسلموه الكأس، ولم يكن هذا مفاجئا كثيرا لنا، لكن كان مفاجئا لهم هذا التفوق والفوز القطري، لأنهم ما عرفوا قطر جيدا.
كان كل ما يدور في خلدهم هو أن تصل قطر إلى المباراة النهائية لكأس آسيا فهذا حدث كروي غير عادي، ويعتبر بالتأكيد حدثا رياضيا كبيرا على صعيد القارة الآسيوية، فما بالكم بأن تفوز قطر باللقب، هذا بالضبط ما أربك حساباتهم، وغيَّب عنهم الحكمة، فقد كان من الممكن أن ينتهزوا هذه الفرصة ليثبتوا للعالم التحلي بالروح الرياضية، وأن ما بينهم وبين قطر مجرد خلاف سياسي وليس حقدا أو حسدا، ولكن أبت الحقيقة إلا أن تتجلى. على كل حال العنابي لم يلتفت إلى هذه الصغائر والتصرفات، فيكفيه ويشرفه استقبال تميم المجد له، ويكفيه ويشرفه أنه أدخل الفرحة إلى كل بيت قطري، بل إلى كل بيت عربي، فلم نعرف فيما عرفنا أن الجماهير العربية خرجت تحتفل في شوارع مدنها بفريق حصل على بطولة قارية مثلما احتفلوا بالمنتخب القطري، لأن هذه الجماهير العربية قد سئمت وضجرت من الظلم ولم يعد ينطلي عليها الخداع. من حسن الطالع أن يحصد العنابي الفوز ويتوج ببطولة كأس أمم آسيا في الأول من شهر فبراير وهو الشهر الذي يمارس الشعب القطري كافة فيه الرياضة بمختلف أنواعها، ومعه من يعيشون على أرض قطر من أبناء الدول العربية الشقيقة أو الدول الأخرى الصديقة، ففي الثلاثاء الثاني من شهر فبراير كل عام يوافق اليوم الوطني للرياضة في قطر، وفي تقديري سوف تتواصل المسيرات بفوز العنابي والكرنفال الجميل الفريد الذي تشارك فيه جموع الشعب، حتى يوم الثلاثاء بعد القادم الذي يوافق اليوم الرياضي، وسيكون الاحتفال ذا طعم ومذاق خاص، طعم التفوق والتميز والتفرد الذي يسكون حليفنا دائما بإذن الله وإلى اللقاء مع مزيد من المناسبات والأحداث السعيدة.
copy short url   نسخ
04/02/2019
2191