+ A
A -
يعقوب العبيدلي
الدنيا قصيرة، تحلو باللقاء، وتصعب بالفراق، لا تحلو إلا بالابتسام والتفاؤل والخير والتواصل، واصطناع المعروف، وإغاثة الملهوف، وقضاء حوائج الناس، من تعرف ومن لا تعرف، وإدخال السرور عليهم، وتكون مرة- بضم الميم - بغيضة بلا فضيلة، كم من فارس نبيل ترجل عن صهوة جواده، وترك الدنيا ومتاعها، وذهب إلى الله تعالى، الرحمن الرحيم، (غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير)، كم خطف الموت من أحباب أعزاء على قلوبنا، وهو حق علينا وعليهم، يموت الإنسان ويبقى أثره، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، ولكن يقيناً من أخلص وأبدع في حياته وكان مع الله يكون الله معه، ومن كان الله معه يموت مبتسماً، «لا دار للمرء بعد الموت يسكنها، إلا التي هو قبل الموت بانيها»، كم من عزيز وزميل وصديق وأخ فقدناه، بعد أن أفنى زهرة شبابه في خدمة التعليم والميدان، فأبلى خير البلاء وأحسن الأداء في الصدق في البذل في العطاء، والإخلاص في العمل والصبر في مواجهة التحديات للارتقاء بالمهنة، وحقق ما يرجوه ونرجوه من ثمار الخير، رحمة الله على زميلنا الفاضل ناصر عيسى فخرو مدير مكتب سعادة وزير التعليم والتعليم العالي الذي فارقنا بالأمس، كان نادراً في رحابة صدره، مع صحبه، ورفاقه، والمراجعين، والناس أجمعين، كان رفيقاً وكان خير مدير ونديم، كان فارساً ولكن ليس كغيره، لا يشبهه في الإدارة أحد، كان متفرداً بسمات ومهارات ومواهب إدارية، عارف أسرارها، وجامع شواردها، كل من جالسه استفاد من مدرسته، من فكره، من لفتاته ومرئياته الإدارية، إذا تكلم أضاف لك وأثراك بملاحظاته، ووجهات نظره، وأغناك بثرائه المعرفي الإداري، العمل بجانبه حياة ومسرة وسعادة تبقى في النفس أثرها، وكم من النجاحات والإنجازات خاضها، وحققها، والناس شهود الله في أرضه..
رحم الله الأستاذ (ناصر عيسى فخرو) رحمة واسعة، وغفر له، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه وزملاءه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ربي ارحم كل الذين علموني ودرسوني وأثروني ورعوني بالحب، وزاملوني في العمل، أجزهم خير الجزاء، الأحياء منهم والأموات.. ورحم الله أمواتنا وأموات المسلمين، ورحم الله قارئاً قال آمين..
وعلى الخير والمحبة نلتقي..
copy short url   نسخ
02/03/2019
2834