+ A
A -
معجبة به ومعجب بها، تستلطفه ويستلطفها، يحبها وتحبه، يريدها وتريده، ولكن مترددان، يخافان العصف المجتمعي، وكلام الناس الذي لا يرحم، هو متزوج وعنده أبناء كبار، ويحلم أن يرتاح مع إنسانة تفهمه، تؤنسه، ترعاه، تنعش روحه، تحيي لحظاته بالرومانسية، تحيي مشاعره، تردد اسمه بحب، ويردد معها أغاني الحب، وحكاوي العشاق، إنه يرغب بها، وهي ترغب به، يترنم باسمها، وتترنم باسمه، يريد أن يقترن بها اليوم لا غداً ولكن يخاف ويخشى ما يسمى بالعصف المجتمعي، وتمرد الأولى ولسانها الطويل وربما تجرم في حقه، وتؤلب أولاده عليه، وتشوه سمعته بين الناس، وتتحول الرغبة من الزواج بالثانية أو الثالثة إلى نهاية تراجيدية مخيفة، وهي تخاف الشيء نفسه، من اتهامات الناس لها، يقول لماذا كتب عليّ أن أعيش عمري كله مع امرأة لا تعاملني بالمثل، لا تعاملني بالحب، لا تشبع عاطفتي، ولا تعيش في مستوى توقعاتي، حياتي معها صراخ وعصبية وتجاهل وندية لدرجة أنني آمنت بمقولة سقراط المغلوب على أمره «أن الحكمة في الصمت والإذعان، والسعادة بالنوم، هرباً من أذية وجبروت هذه المرأة، وطلباتها التي لا تنتهي»، سقراط وأمثاله كانوا مكبرين دماغهم مع زوجاتهم، وأنا كبرت دماغي سنوات طوال وأخاف أن انفجر، وأوارى الثرى وأنا في سن الشباب والعطاء، يقولون أهل الصلاح، كبر دماغك وستحسم المعركة لصالحك، كحال سقراط الذي توفيت زوجته بعد ما أشعلت خلافاً معه، هو التزم الصمت وكبر دماغه فنجى، وهي كالبركان أخذت ترمي بالحمم، مما أدى إلى ألم في أكتافها وقلبها وجاتها جلطة وتوفيت في تلك الليلة، ولكن صاحبنا وكما يقول زوجته بأسها شديد، تبرق وترعد وتقذف بكل شيء وتجثم على الصدر ولا تأتيها الجلطات، شكاكة، تنظر إليه بعين لؤم، لا ضمانات لاستمرار حياتهما، غيرة غير منطقية، ولسان أغبر طويل، يقول أعيش معها الغربة الموحشة، لا أنس في الحياة، وعينها على المعاش، وحياتي معها نكد «وكلما دقيت في بيتها وتد، من رداة الحظ لاقتني حصاة» يقول حرام أظل أعيش معذباً وأنا بإمكاني التعدد والزواج بإنسانة تفهمني وأعيش معها الحب والرومانسية والحميمية المفقودة، أريد أن أعيش مرحلة تفجر المشاعر مع زوجة تفهمني وتسعد قلبي، لا أريد أن تقتلني الغربة، في علاقة غير صحية، مع إنسانة لا يمكن أن تكون أنثى، آه من زوجة لا تعيرك اهتماماً، ولا تعيش معك الحاضر والمستقبل، إلا وفق رؤيتها ومصالحها وهواها، يقول البعض من أهل الدنيا: أغلب الرجال والأزواج متعذبين مع حريمهم، حالهم كحال الفأر الذكر الذي أحضره الدكتور الألماني لإجراء تجربة أمام طلابه، فوضعه في وسط قفص كبير، وعلى طرف القفص وضع قطعة من الجبن، وعلى الطرف الآخر فأرة أنثى، وحرر الفأر الذكر من قيده، فركض ليأكل الجبن، أعيدت التجربة بقطعة من الخبز، ففعلها ثانية الفأر الذكر وركض ليأكل الخبز، وأعيدت التجربة عدة مرات بتغيير نوع الطعام، والفأر في كل مرة يركض ناحية الطعام وليس ناحية الفأرة الأنثى، هنا قال الدكتور الجامعي المتخصص في علم الأحياء للطلاب نستنتج من هذه التجربة أن حب الطعام أقوي من حب الأنثى، وهنا رفع يده أحد الطلبة قائلاً: دكتور الرجاء إعادة التجربة مع أنثى ثانية، فقد تكون تلك الفأرة هي زوجته، فرد عليه الفأر الذكر «عليّ الطلاق أنت الوحيد اللي فاهم الدرس والموضوع صح، وأنت الوحيد اللي فاهم».. والله وحده يعلم ما في قلوب الرجال، والله المستعان.
وعلى الخير والمحبة نلتقي[email protected]
بقلم: يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
04/03/2019
4281