+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 795 م تُوفي الإمام مالك بن أنس، الرجل الذي كانت تُضربُ أكباد الإبل إليه لأجل فتوى لِمَا عُرف عنه من سعة الحفظ ودهاء القياس والاستنباط ! ويكفي في هذا المجال قول الشافعيّ عنه، فلا يحفظ فضل الكبار إلا الكبار، قال الشافعي: إذا ذُكر العلماء فمالك النجم !
وضع الإمام مالك كتابه الأشهر الموطأ وهو أول كتاب في الحديث النبوي الشريف، ولكنه لتواضعه وأخلاقه لم يكن يتعصب لرأيه حتى، وكان دائماً يُردد وهو يشير إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم: كُل يُؤخذ منه ويُردُّ عليه إلا صاحب هذا القبر !
ولعلّ أشهر ما قيل عنه: لا يُفتى ومالك في المدينة ! وللمقولة قصة هي:
توفيت سيدة في المدينة المنورة، وجيء لها بمُغسِّلة لتغسلها، ولما صبَّتْ الماء على جسدها، قالت كثيرا ما زنت، فالتصقت يد المغسلة بجسم الميتة، بحيث أصبحت ? تقوى على تحريك يدها، فأغلقت الباب حتى ? يراها أحد، وهي على هذه الحال، وأهل الميتة خارج الحجرة ينتظرون تكفين الجثة.
فقالوا لها أنحضر الكفن؟ فقالت لهم مه?، وكرروا عليها القول، فقالت مه?، وبعد ذلك دخلت إحدى النساء فرأت ما رأت، فأخذوا رأي العلماء !
بعضهم قال نقطع يد المغسلة لندفن الميتة ?ن دفن الميت أمر واجب، وقال بعضهم بل نقطع قطعة من جسد الميتة لنخلص المغسلة ?ن الحي أولى من الميت، واحتدم الخ?ف.
ثم قال علماء المدينة كيف نختلف وبيننا ا?مام مالك بن أنس رضي الله عنه، فذهبوا إليه وسألوه، وإذا با?مام يأتي على جناح السرعة، وبينه وبين المغسلة والميتة باب، وسألها من وراء حجاب وقال لها: ماذا قلتِ في حق الميتة ؟
قالت المغسلة: يا إمام رميتها بالزنا.
فقال ا?مام مالك: تدخل بعض النسوة على المغسلة وتجلدها ثمانين جلدة مصداقا لقوله تعالى «والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة و? تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون»، فدخلت النساء وجلدن المرأة المغسلة القاذفة، وبعد تمام الثمانين جلدة، رفعت يدها عن جسد الميتة!
و من هنا قيل ? يُفتى ومالك في المدينة !
فاتقوا الله في أعراض الناس!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
23/05/2019
1834