+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 1258م توفي الشاعر العذب بهاء الدين زهير، كان رقيق المشاعر، حلو الألفاظ، له غزل يخطف القلب، عيبه الوحيد هو عيب الغالبية الساحقة من شعرائنا أنه كان يتكسّب بشعره! صحبَ الملك الصالح زمناً طويلاً وتبادلا المصالح، الملك يُغدق عليه المال والشاعر يُغدق عليه قصائد المديح!
كان بهاء الدين زهير يغار على حبيبته جداً، حتى أنه كان يغار أن يذكر اسمها أمام الناس غيرةً أن تمر حروف اسمها على آذان الأغراب!
وكان يتحدث عنها كناية، كأن يقول بعض الناس، قالوا، فعلوا، قلتُ لهم، وله ما قال عنهما النقاد أنهما أغيرُ بيتين في الشعر العربي كله:
وأنزه اسمك أن تمرَّ حروفه
من غيرتي بمسامع الجُلاسِ
فأقول بعض الناس عنكِ كنايةً
خوف الوشاةِ وأنتِ كل الناس!
وله أبيات عذبة هذه بعضها:
- واعزِمْ متى شئتَ فالأوقات واحدة
لا الريثُ يدفعُ مقدوراً ولا العَجلُ
- يزداد شعري حُسناً حين أذكركم
إن المليحة فيها يحسنُ الغزلُ
- إن الكرام إذا صحبتهمُ
ستروا القبيح وأظهروا الحسنا
- أنا الوفي لأحبابي وإن غدروا
أنا المقيم على عهدي وإن رحلوا
- فما الحبُّ إن ضاعفته لك باطلٌ
ولا الدمعُ إن أفنيته فيك ضائعُ
- وما لي ذنبٌ في هواك أتيته
وإن كان لي ذنبٌ فأنتَ حليمُ
- عذرتك إن الحب فيه مرارة
وإن عزيز القوم فيه ذليلُ
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
23/06/2019
2442