+ A
A -
الشهداء: هشام الخطيب، عيد شباكي، محمد أبو ناموس، محمد التلولي، أحمد الولايدة. وقبلهم بأيامٍ معدودة، شهيدا القدس، وحي العيزرية، شبلاها: نسيم مكافح أبو رومي، وحموده خضر الشيخ. قافلة جديدة تنضم إلى المسيرة الطويلة من شهداء فلسطين.
فما وقع في قطاع غزة ليلة الثامن عشر من أغسطس 2019 الجاري، واستشهاد خمسة شبان فلسطينيين بنيران مروحية للاحتلال، لا يترك مجالاً للشك، بالقول إن الأوضاع على جبهة القطاع تَمُرُ في حالة تصعيدٍ واضح وخطير، بالرغم من كل المؤشرات التي تقول إن حكومة نتانياهو لا تريد خوض جولةِ حربٍ في قطاع غزة لعدة أسباب، وعلى رأسها الخشية من أن تنقلب نتائجها عليها، وبالتالي على مسار الانتخابات التشريعية للكنيست، والتي اقترب استحقاقها «إسرائيلياً».
حكومة نتانياهو، بعملها العدواني الأخير واستشهاد خمسة شبان فلسطينيين على جبهة القطاع، تلعب لعبة كرة الطاولة النارية على حد تعبير الصحافة «الإسرائيلية». فقد وجهت تلك الضربة العسكرية للفلسطينيين مقابل عدة صواريخ كانت قد أطلقت قبل عدة أيام باتجاه مستعمرة (سديروت) في الغلاف المحيط بالقطاع، كما تقول المصادر «الإسرائيلية»، في رسالة لجمهور الليكود وقوى اليمين، بأن الحكومة بقيادة حزب الليكود قادرة على الرد على الفلسطينيين... وسترد. أما إذا ضربت بشدة، بعملٍ عسكري واسع، فقد ينتهي الأمر بجولة قتال غير مُخطط لها، يُمكن أن تسبب تصعيدًا ليس فقط على جبهة القطاع بل وفي الضفة الغربية والقدس امتداداً لها.
وتضيف المصادر العسكرية في دولة الاحتلال، وتؤكد أن المقاومة الفلسطينية أطلقت ثلاث قذائف صاروخيّة من قطاع غزّة، أسقطت القبة الحديديّة قذيفتين منها، بعد أقلّ من 24 ساعة على إطلاق قذيفة من القطاع.. وترى واقع ما أسمته عودة الصواريخ الفلسطينية «بالتنقيط» والسقوط على مستعمرات غلاف قطاع غزة: «أمراً غير مقبول، ويجب اجتثاثه على الفور، حتى لو كان ذلك على حساب التصعيد، رغم كل مخاطره ومحاذيره على أبواب الانتخابات التشريعية للكنيست». لذلك ليس من المستبعد قيام جيش الاحتلال بتوسيع نطاق العمل العسكري ضد القطاع بحدودٍ معينة نسبياً. لكن الاتجاه السياسي الرئيسي في حكومة نتانياهو والمجلس الوزاري المصغّر (الكابينيت) يرى بأنه من المُستحسن جداً، أن تنجح «إسرائيل» بتهدئة الساحة الجنوبية (الجبهة العسكرية مع قطاع غزة) دون أن تتورط في حربٍ واسعةٍ، كما فعلت عدة مرات في الأشهر الثمانية عشر الماضية، ويُمكن، أيضًا، منح فرصة لجهود الوسطاء المصريين ومبعوثي الأمم المتحدة. في حقيقة الأمر، إن الأوضاع العامة في القطاع مهيأة للانفجار، والانفجار سيكون بوجه الاحتلال، مادام الحصار الجائر والظالم مازال قائماً، ومادام المجتمع الدولي صامتاً تجاه ما يجري، ومادامت الولايات المتحدة تَسوقُ مواقفها على ذات السكة التي تغطي فيها على جرائم وسياسات «إسرائيل»، وتُقَدّم الحصانة لدولة الاحتلال، بما في ذلك تأييدها في استمرار الحصار المضروب على القطاع براً بحراً جواً.
إن جهداً عربياً، حقيقياً، وجدياً، يُمكن له أن يُسهم بتخفيف وطأة ما يجري ضد أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، خاصة لجهة انهاء وتفكيك الحصار المضروب على القطاع، وإلاّ فالأمور ستسير نحو الأسوأ، بل ونحو الانفجار الشامل.
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
21/08/2019
1993