+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 1227م تُوفي أمير دمشق شرف الدين عيسى بن العادل بن أيوب، كان مُحِبَّاً للفقه والشعر والأدب، وله كتاب في العروض، وديوان شعر!
قال عنه ابن الأثير: كان عالماً بعدة علوم، وفي أيامه كَسَدَ سوق العلم، فأحياه، وأكرم الفقهاء وأعطاهم، ولم يُسمع منه كلمة فاحشة في كل حياته!
ويُعتبر شرف الدين من أوائل الذين أقاموا المسابقات الأدبية لتشجيع الناس على دراسة الأدب والتعمُّق فيه، وعلى الإقبال على الفقه والانتفاع به، ويقول ابن خلكان:
كان المُعظّم شرف الدين يحبُّ الأدب كثيراً، وقد مدَحَه جماعة من الشعراء فأحسنوا في مدحه، وكانتْ له رغبة في فن الأدب، وكان قد اشترط لكل من يحفظ المفصَّل للزمخشري مائة دينار وثوباً، فحفظه لهذا السبب خلقٌ كثير، ورأيتُ بعضهم بدمشق، والناس يقولون: إنه كان سبب حفظهم له هذا!
الفكرة التي أريد إيصالها من هذا الكلام أنَّ صلاح الرعية بصلاح الراعي في الغالب، واهتمامهم اهتمامه، ويروي ابن السماك في كتابه الزهرات المنثورة يقول: كان الناس إذا أصبحوا في زمن الحجاج فتلاقوا يتساءلون: من قُتِلَ البارحة، ومن صُلِب؟
وأحبَّ الوليد بن عبد الملك البُنيان والمزارع وشق الأنهار وغرس الأشجار، فكان الناس يتلاقون فيتساءلون كم عندك ضيعة وكم تملك مالاً!
وأحبَّ سليمان بن عبد الملك الأطعمة، والملابس، والجواري، فكان حديث الناس لا يخرج عن هذا!
وكانوا في زمن عمر بن عبد العزيز يتساءلون: كم تحفظ من القرآن، وكم وِردك كل ليلة؟ ومتى تختم؟ وكم تصوم من الشهر؟
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
18/10/2019
2322