+ A
A -
إعداد – محمد الجزار
سبحان مغير الأحوال من حال إلى حال.. تنطبق هذه الكلمات تماما على وضعية البرازيلي نيمار داسيلفا مع باريس سان جيرمان حاليا، فمن لاعب كان الجميع ينتظر قدومه بفارغ الصبر، واستقبله كل مشجعي النادي استقبال الأبطال والفاتحين، بعدما كان الكل يعول عليه ويضع آمالا كبيرة على موهبته من أجل قيادة النادي الباريسي للألقاب والبطولات وتحقيق الحلم الكبير بالحصول على لقب الشمبيونزليج (دوري أبطال آوروبا لأول مرة في تاريخ النادي).. لكن مرت الأيام والسنوات سريعا ولم يقدم نيمار أية إضافة للفريق ولم يصل الفريق إلى الهدف المرجو، فبات «عالة» على الفريق ووجوده أصبح غير مرغوب فيه على الإطلاق لدرجة دفعت الجماهير ومشجعي نادي العاصمة الفرنسية إلى شنّ هجوم لاذع، أمس الأول، خلال أولى مباريات الفريق في افتتاح الموسم الجديد من الدوري الفرنسي لكرة القدم أمام فريق نيم.
وغاب أغلى لاعب في العالم عن قائمة المباراة، مع تأكيد المدير الرياضي للنادي البرازيلي ليوناردو وجود مفاوضات «متقدمة» بشأن انتقال اللاعب، وسط تقارير عن تنافس بين ريال مدريد وناديه السابق برشلونة الإسباني للتعاقد معه هذا الصيف.
وتابع نيمار، الذي انضم إلى سان جيرمان في صيف العام 2017، مباراة نيم على ملعب بارك دي برانس، والتي انتهت بفوز فريقه حامل اللقب بنتيجة 3-صفر.
الجماهير تفتح النار
وعنونت صحيفة «ليكيب» الفرنسية أمس «نيمار: طلاق مع البارك». وصبّت جماهير سان جيرمان جام غضبها على نيمار (27 عاماً) في المدرجات من خلال الهتافات واللافتات المطالبة برحيله مثل «نيمار... ارحل»، وصولاً إلى تشبيهه بصفات مشينة لإثارته غضب المشجعين الفرنسيين، عندما اعتبر أن الريمونتادا هي إحدى ذكريات مسيرته الاحترافية الفضلى.
والريمونتادا هي المباراة الشهيرة في إياب الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا 2017، والتي فاز بها برشلونة 6-1 بعد خسارته 0-4 في الذهاب وشهدت تألق نيمار بتسجيله الهدفين الرابع والخامس وصناعة السادس لصالح النادي الكاتالوني.
حالة من الغضب
و لم يخف مشجعون لسان جيرمان غضبهم من نيمار. وقال بنجامان في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية وهو أحد أعضاء نادي مشجعي باريس سان جيرمان في النورماندي، «لا شك في أن نيمار نجم كبير، لكن من الأفضل ألا يكون لدينا لاعب بهذه العقلية في فريقنا».
أضاف «عندما نرى لاعباً لا يكترث لأجلنا ولا يبقى لتوجيه التحية بعد المباراة، فهذا أمر يثير غضبنا، ويدل على قلة احترام لنا ولا يحببنا باللاعب.
ولم يقتصر غياب نيمار في مباراة الفريق ضد نيم عن قائمة الفريق فقط، إذ لوحظ غيابه أيضاً في أرجاء ملعب «بارك دي برانس»، حيث بالكاد أمكن مشاهدة مشجعين يرتدون قميصه، والأمر نفسه في المتجر الرسمي للنادي، إذ تغيب الإعلانات وصور نيمار، على عكس زملائه مواطنه ماركينيوس، الإيطالي ماركو فيراتي، ونجم الهجوم كيليان مبابي.
تراجع تسويقي
وقال أحد العاملين في المتجر لوكالة فرانس برس «قمت بطباعة خمسة أو ستة قمصان باسم نيمار، مقابل ستين قميصاً لمبابي.
أما خارج المتجر فيبدو «ماتيو» ابن السبعة أعوام حزيناً للحديث عن قرب رحيل البرازيلي، قائلاً: «أنا حزين لأنه يريد الرحيل. لقد كان لاعباً قوياً ويقوم بالمراوغات، كنت أحبه كثيراً».
أما بالنسبة لجماهير «الألتراس»، فلا مجال للتحسّر على الماضي. ويقول يوان الذي يتابع جميع المباريات في الملعب منذ عام 1996: «هو رحل منذ شهرين»، بينما تعبر مشجعة أخرى فضلت عدم ذكر اسمها بغضب: «ما يهم هو الشعار، ألوان النادي وتاريخه، وليس اللاعبين. هم يرحلون أما نحن فنبقى، وتابعت «نيمار لم يرحل، فهو لم يأتِ أصلاً».
دبلوماسية توخيل
وعلق مدرب سان جيرمان الألماني توماس توخيل على موقف المشجعين بالقول: لا أعرف ماذا أقول. لم أسمع هذه الهتافات خلال المباراة. هل يمكنني تفهمها؟ نعم وكلا. هكذا هي حياتنا في كرة القدم. وأضاف: المشاعر قاسية، لكن من جهة أخرى هو لا يزال لاعبي وسأحاول دائما حماية لاعبيَّ. هو هنا. يمكنني أن أتفهم أن الجميع لم يحب ما قاله أو ما قام به. وانضم اللاعب البالغ من العمر 27 عاما إلى سان جيرمان في صيف 2017 لقاء 222 مليون يورو كانت قيمة البند الجزائي لفسخ تعاقده مع النادي الكاتالوني، في صفقة جعلت منه أغلى لاعب في العالم.
رغبة الرحيل
لكن اللاعب لم يخف هذا الصيف رغبته في الرحيل بعد موسمين مع سان جيرمان شابتهما الإصابات التي أبعدته لفترات طويلة. وعانى نيمار من الإصابة خلال الموسم المنصرم حيث غاب عن معظم القسم الثاني من الدوري بعد إصابة في مشط القدم، في إصابة مماثلة لتلك التي أبعدته لأشهر في الموسم الأول في باريس، قبل أن يصاب مجددا وهذه المرة في الكاحل قبل انطلاق بطولة كوبا أميركا التي استضافتها بلاده في صيف 2019 وتوجت باللقب في غيابه.
وأشارت بعض التقارير إلى أن ريال مدريد مستعد لدفع قيمة 120 مليون يورو بالإضافة إلى انتقال لاعب خط الوسط الكرواتي لوكا مودريتش إلى باريس مقابل ضم نيمار. أما برشلونة، فيبدو غير مستعد لدفع مبلغ طائل إذا ما أراد استرجاع اللاعب الذي حمل ألوانه بين العامين 2013 و2017. وتشير التقارير إلى أن النادي الكاتالوني عرض على سان جيرمان عددا من لاعبيه، لاسيما البرازيلي فيليبي كوتينيو والكرواتي إيفان راكيتيتش والظهير الايمن البرتغالي نيلسون سيميدو، لقاء خدمات نيمار.
استطلاع رأي
وشهدت الفترة الماضية انتشار عدة أنباء تتعلق بمستقبل نيمار، وقد أجرت النسخة الإسبانية من صحيفة «آس» استطلاع رأي تساءلت فيه عما إذا كان يود جمهور بطل أوروبا السابق التعاقد مع جناح السيليساو أم لا. وشارك في هذا الاستفتاء ما يقرب من 137 ألف متابع، بعضهم رأى أنه سيكون إضافة كبيرة للفريق، والبعض الآخر رأى أن وجوده ليس مهمًا في الوقت الحالي.
ووصلت النسبة الرافضة لأمر التعاقد مع البرازيلي إلى 59.7% بينما وصلت نسبة أصوات المتابعين الموافقين على الحصول على خدمات نيمار إلى 40.3%.
مفاوضات البارسا
جدير بالذكر أن الفترة القليلة الماضية شهدت الحديث عن احتمالية تخلي إدارة البلوجرانا عن عدد من اللاعبين لصالح باريس سان جيرمان بالإضافة إلى دفع قيمة مالية نظير موافقته التخلي عن اللاعب وفتح الباب أمام عودته إلى فريقه السابق. على الجانب الآخر، أبدى فلورنتينو بيريز رغبة كبيرة في أكثر من مناسبة في التعاقد مع اللاعب البرازيلي، وهو ما يُشير إلى أن هناك خيارين فقط أمام اللاعب، إما العودة إلى برشلونة وإما الانضمام إلى ريال مدريد، لا سيما بعد تدهور العلاقة التي تجمع نيمار بزملائه وبإدارة النادي، وهو ما يؤكد أن استمرار اللاعب في العاصمة الفرنسية باريس الموسم المقبل بات محل شك كبير.
فيما تحدث والد نيمار عن وضعية نجله وقال: نيمار أصبح أقوى كثيرًا لتخطي العقبات، ولكنه حين سئل عن مستقبل نجله، لم يرد نيمار سانتوس أن يكشف عن تفاصيل دقيقة، واكتفى بالقول: سيكون سعيدًا مرة أخرى حين يستمتع باللعب من جديد.
موقف حساس
ويمر نيمار بموقف حساس على الصعيد الرياضي، على الرغم من أنه ما زال لاعبًا في صفوف باريس سان جيرمان، فإنه لا يرغب في الاستمرار في ملعب «حديقة الأمراء»، بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا السيناريو سبب العديد من المشكلات الرياضية التي يواجهها البرازيلي، وفي هذا الصدد قال والده: «لقد علمته الحياة وكرة القدم أن يكون شخصًا قويًا للغاية في الأوقات الصعبة». ومع انتظار معرفة ما سيحل بمستقبله، شدد والد نيمار أن نجله سيكون قريبًا في أرض الملعب من جديد، رغم أنه لم يكشف المزيد من المعلومات، واكتفى بقوله في ختام تصريحاته: «كأب، فإنه من دواعي سروري وفخري أن أشاهده يلعب كرة القدم، ليس هناك أكثر من ذلك».
copy short url   نسخ
14/08/2019
1646