+ A
A -
{ تصوير - أسامة الروسانكتب - محمد حربي
أعرب أوبيرا أوكافور، الخبير المستقل في مجال حقوق الإنسان، بالأمم المتحدة، عن امتنانه الشديد لدولة قطر، حكومة، وشعبا، على حفاوة الاستقبال، موضحا أنه خلال زيارته الأولى للدوحة، كمبعوث رسمي أممي، قد وجد تعاونا كبيرا من القطريين، الذين أتاحوا له الفرصة لمقابلة من يريد والحديث مع العمالة الوافدة بحرية، كما أشاد بالدور القطري، في دعوة المختصين أمميا، من الخبراء، الذين يمثلون العديد من المؤسسات الدولية، وكذلك استضافة ممثليات للمنظمات التابعة للأمم المتحدة، مشددا على أن هناك متابعة من جانب بعض الخبراء الأمميين في مجال حقوق الإنسان، لقضية المحتجزين القطريين في السعودية.
وأكد أوبيرا أوكافور، أن الأزمة الخليجية والحصار المفروض على دولة قطر، منذ عام 2017، كانت له تداعيات كثيرة على قضايا حقوق الإنسان، وتسبب في أضرار عديدة للمواطنين، والمقيمين، وأثر على البعد الاجتماعي، وتمزيق الأسر، كما أضر بحقوق التعليم للطلبة القطريين الدارسين في دول الحصار، مشددا على أن دولة قطر نجحت أن تتماسك في مواجهة الحصار.
وثمن أوبيرا أوكافور الدور الكبير الذي تقوم به دولة قطر في تعزيز التضامن بين الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، كما أنهم يقدرون بالمنظمة الأممية، الدور القطري في استضافة المؤتمرات الدولية بالدوحة، والإسهامات القطرية التطوعية لدعم صندوق الأمم المتحدة، والأونروا، واليونسيف، وغيرها، وكذلك الصليب الأحمر، والهلال الأحمر الدوليين، موضحا أن هذا له انعكاساته الكبيرة جدا في قدرة الأمم المتحدة على القيام بمهامها وتسهيل، وأداء أعمالها بيسر.
وقال أوبيرا أوكافور، إن دولة قطر تقوم بجهود كبيرة في دعم العديد من ملفات حقوق الإنسان، ولا سيما الاقتصادية والثقافية، موضحا أن زيارته للدوحة، كانت مثمرة للغاية، وسوف يرفع تقريرا للأمم المتحدة خلال جلسة يونيو 2020، يتضمن ملاحظاته، وما قام به من لقاءات عديدة، ولقاءاته مع مسؤولين من وزارات الخارجية، والداخلية، والعدل، والبلدية والبيئة، والتعليم والتعليم العالي، والعمل والشؤون الاجتماعية، والهيئات التنظيمية للأعمال الخيرية، إلى جانب جهات أخرى، بالإضافة إلى قيادات أخرى، من قطر للبترول، ومؤسسة صلتك، التي ترعاها صاحبة السمو الشيخة موزا، ودورها كشبكة وصل بين المؤسسات التعليمية، وكذلك شمل اللقاء جهات خاصة تابعة للأمم المتحدة، منظمة العمل الدولية، ومركز التدريب والتوثيق بالدوحة، وممثلين عن المقيمين، والعمال الوافدين.
وأوضح أوبيرا أوكافور، أنه قد حظي بحفاوة استقبال، من كافة الجهات التي قام بزيارتها، وكانوا جميعا متعاونين، وقاموا بتقديم كافة المعلومات التي يحتاج إليها، بحرية، وشفافية، وهو ما يعكس إيمان دولة قطر، وتقديرها للدور الأممي في مسائل حقوق الإنسان، وقد أعجب كثيرا بالطريقة، التي استطاعت بها دولة قطر، القيام بعملية دمج لمفاهيم حقوق الإنسان في دستورها، ومؤسساتها، مشددا على أن لدولة قطر كثيرا من الإسهامات في أجندة الأمم المتحدة فيما يتعلق بمجال حقوق الإنسان، لاسيما في قضايا المناخ والهجرة، على سبيل المثال، لا الحصر.
إسهامات قطر
وأشار أوبيرا أوكافور إلى التطورات الخاصة، بالأهداف الأممية للتنمية المستدامة، وما قامت به دولة قطر في عام 2018، بإطلاق إستراتيجيتها للأعوام الخمسة المقبلة، بما يتوافق مع رؤية قطر 2030، موضحا أنه على الرغم من أن قطر تعد دولة محدودة الجغرافيا، ولكنها لديها ميزة نسبية في وفرة الموارد الاقتصادية، والطاقات البشرية، ولها دور ملموس في دعم برامج الأمم المتحدة، سواء في قطاعات الصحة، أو التعليم، وغير ذلك، الذي قامت بالتوقيع على وثائقه الخاصة.
وأضاف أوبيرا أوكافور، أن دولة قطر، قامت منذ عام 2008، بالإسهام في الكثير من المبادرات الأممية، وفي السنوات الأخيرة، قامت الحكومة القطرية بوضع البنية التحتية للعديد من المبادرات الخاصة، مثل صندوق التنمية، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، وصلتك، وكذلك مساهماتها في اليونسيف، ومبادرة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، بتعليم مليون طفل وطفلة، بحلول 2020، ومؤسسة التعليم فوق الجميع، التي ترعاها صاحبة السمو الشيخة موزا، لافتا إلى أنهم في المنظومة الأممية، يشجعون مثل هذه الخطوات والمبادرات التي تخدم الإنسانية.
التغير المناخي
وتحدث أوبيرا أوكافور، عن إسهامات دولة قطر في قضايا التغير المناخي، موضحا أهمية المؤتمر الذي استضافته الدوحة في عام 2012، وما تم خلاله من إطلاق بروتوكول خاص، وقد حرصت دولة قطر على المشاركة بشكل دائم في كل مؤتمر سنوي للتغير المناخي.
وأوضح أوبيرا أوكافور، أنه اطلع على عدد من المبادرات المحلية في دولة قطر، بشأن التغير المناخي، مثل البيوت المحمية والخضراء، ومشاريع التحلية، واستخدام الأشياء صديقة البيئة، مشيرا إلى أن الحكومة القطرية تولي اهتماما كبيرا للأبحاث في هذا الشأن الخاصة بالمناخ، وكذلك الاهتمام بمسألة إعادة التدوير، والانفتاح على التكنولوجيا الموجودة في الدول الأخرى، التي تجعل دولة قطر قادرة على تحقيق أهدافها، والذي يخدم بشكل حقيقي حقوق الإنسان، بما فيها الصحة.
قضايا الهجرة
وقال أوكافور، إن دولة قطر قامت بأدوار ملموسة في دعم قضايا الهجرة التي توليها الأمم المتحدة أهمية خاصة، إما بشكل مباشر، أو من خلال البرامج الأممية، في الدول التي تشهد نزاعات، خاصة في أفريقيا وآسيا.
وأوضح، أن دولة قطر حققت مستويات متقدمة في رعاية حقوق العمالة الوافدة، من خلال العديد من القوانين القطرية التي صدرت، وتعكس الالتزام القطري بالمعايير الحقوقية العالمية، ولاسيما قانون حق اللجوء السياسي، وإلغاء إذن الخروجية.
الأزمة الخليجية
وأكد أوبيرا أوكافور، أن الأزمة الخليجية والحصار المفروض على دولة قطر منذ عام 2017، قد تسببت في أضرار كثيرة للمواطنين القطريين والمقيمين، الذين عانوا جميعا، خاصة ما يتعلق بتمزيق شمل الأسر، إلا أن دولة قطر نجحت في المحافظة على تماسكها.
وردا على سؤال، حول ما قدمته المنظمات الحقوقية، إلى دولة قطر منذ حصار 2017، وهل وفت هذه المنظمات بما عليها تجاه دولة قطر، التي تعد واحدة من أكثر الداعمين للأنشطة الأممية؟
- قال أوكافور إنه منوط به مهمة بعينها، ولا يستطيع أن يصدر أحكاما بعيدا عن اختصاصاته المفوضة له، إلا أن مثل هذا الأمر، منوط بالجهات السياسية في الأمم المتحدة، التي عليها أن تجيب عن مثل هذه الأسئلة.
وردا على سؤال حول، رؤيتهم للدور الذي تقوم به دولة قطر بالوساطات في حل المنازعات؟
- قال: إن دولة قطر، بالفعل قد لعبت دورا كبيرا كوسيط، في العديد من النزاعات في أماكن وجهات مختلفة، ومنها أفريقيا، والشرق الأوسط، وغيرها، وأنهم على صعيد الأمم المتحدة، فإنهم يقدرون هذا الدور، وحريصون على تشجيع الحكومة القطرية من اجل الاستمرار في هذا الدور، نظرا لما يحققه ذلك من استقرار على المستوى العالمي، وفي نفس الوقت يخدم بشكل مباشر كافة قضايا حقوق الإنسان.
وردا على سؤال، حول إلى أي مدى أثر الحصار الذي قامت به بعض الدول ضد قطر، على قضايا حقوق الإنسان، خاصة مع ادعائهم أنهم قاموا بمقاطعة دبلوماسية فقط؟
- قال أوبيرا: بالطبع الحصار المفروض على دولة قطر، قد أثر على بعض قضايا حقوق الإنسان، بما في ذلك حرية العبادة والأديان، وزيارة المقدسات، وحرمان الطلبة القطريين من حق التعليم، في دول الحصار الذين كانوا مبتعثين إليها، وكذلك ما ترتب على الحصار من تمزيق شمل الأسر، وتقطيع الأرحام، للعديد بين الأسر، وغير ذلك.
جدير بالذكر، أن أوبيرا أوكافور، هو واحد ضمن فريق من الخبراء الحقوقيين الخمسين الذين تستعين بهم منظمة الأمم المتحدة، للعمل كمستقلين في إعداد التقارير، دون أي ضغوط عليهم في ممارسة مهامهم، وفقا لإجراءات خاصة، واستقصاء الحقائق، واستخلاصها والحصول عليها، ثم يقومون بعرضها خلال اجتماع الأمم المتحدة في يونيو 2020، متضمنة ملاحظاتهم، في كافة قضايا حقوق الإنسان، بالعالم.
copy short url   نسخ
11/09/2019
1379