+ A
A -
باريس - الوطن - خديجة بركاس
وصف سياسيون ودبلوماسيون فرنسيون زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للعاصمة الفرنسية باريس، الخميس، بدبلوماسية التنمية والسلام والتعمير، مؤكدين لـ الوطن أن الزيارة التي بدأت بباريس ثم لندن (الجمعة) قبل أن يتوجه حضرة صاحب السمو ليترأس الوفد القطري في اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء المقبل، جاءت في وقت يشهد فيه الخليج أزمات سياسية ودبلوماسية واقتصادية وأمنية حادة تحتاج إلى عقلاء، لنزع فتيل الصراع وتجنيب المنطقة حروباً وصراعات سيخرج منها الجميع خاسرون، ومن ثم فإن الزيارة يمكن وصفها بـ «دبلوماسية ترميم التصدعات في الخليج وترتيبات العقلاء لتجنيب المنطقة مصيراً مخيفاً».
زيارة تفكيك الألغام
وفي حديث لـ الوطن، قال نيكولا دومينيك، الأمين العام للجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بحزب «الجمهورية إلى الأمام»، أن اللقاء الذي جمع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تناول ملفات هامة جداً على رأسها الأزمة الإيرانية الأميركية، وأزمة استهداف منشآت النفط في السعودية، والتصعيد الخطير في اليمن، إلى جانب أزمات التنمية في العديد من الدول العربية، وما ترتب عليها من احتجاجات واضطرابات وأزمات سياسية مختلفة ومتنوعة، وهي ملفات مشتركة تشغل العقلاء حول العالم، والتواصل القطري الفرنسي هام في هذه المرحلة تحديدا، إلى جانب بريطانيا التي تشملها زيارة حضرة صاحب السمو القصيرة إلى أوروبا لبناء صورة سياسية وموقف موحد أمام الأمم المتحدة، لانطلاق مرحلة جديدة لتوحيد صف المجتمع الدولي لمواجهة الأزمات في المنطقة، حفاظا على مصالح الجميع في الخليج، وضمان امدادات النفط الخليجي لأوروبا، إلى جانب تجنيب شعوب المنطقة ويلات الحروب والنزاعات وتدفق النازحين واللاجئين الفارين من الجحيم إلى أوروبا، هي ملفات جميعها مهمة طرحت على طاولة النقاش بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، والرئيس ماكرون، إلى جانب الحرص الثنائي المستمر على توطيد العلاقات بين البلدين، وتعزيز أواصر التعاون.
دبلوماسية السلام
وأضاف جورج لورين، الدبلوماسي الفرنسي السابق والمحاضر المتعاون في معهد الدراسات الدبلوماسية بباريس، أن زيارة حضرة صاحب السمو لباريس الخميس، ثم بريطانيا الجمعة يتوجه سموه بعدها مباشرة لحضور اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعقد الثلاثاء المقبل، لها دلالة مهمة تؤكد مكانة قطر الدبلوماسية إقليمياً ودولياً، والنجاح في كسب ثقة القوى الدولية، والتواصل المستمر مع الغرب والشرق، لتجنيب المنطقة العربية وشمال إفريقيا ومنطقة الخليج صراعات مُفتعلة أثرت على الجميع، وباتت تهدد أمن واستقرار العالم ككل، لا سيما بعد استهداف ناقلات النفط في الخليج وبحر عمان وبحر العرب وحتى في مضيق هرمز وباب المندب، إلى جانب استهداف منشآت النفط في السعودية، يضاف إلى ذلك تمادي الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة في سياسة الإجرام ضد الشعوب والتضييق على الحريات والتنكيل بالمعارضة كما هو الحال في العديد من دول المنطقة، لذلك فإن المجتمع الدولي مطالب بالتدخل الفوري لحفظ أمن واستقرار المنطقة، وتفكيك المؤامرات التي باتت معروفة من حيث العقل المدبر والأهداف، وسوف تظهر متانة العلاقات الدبلوماسية القطرية الأوروبية خلال المواقف الموحدة أمام الأمم المتحدة بين قطر والقوى الغربية، لا سيما أن خطابات حضرة صاحب السمو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة دائما ما تحظى باهتمام إعلامي كبير، نظرا لما تتضمنه من رسائل مهمة ومباشرة وواضحة، وما تحمله من رؤى بعيدة المدى تؤكدها الأيام ويشهد بها العالم.
copy short url   نسخ
22/09/2019
3790